التعليم في سوريا يحتضر... وجيلٌ كامل يقف على حافة الضياع
📚 التحديات التي تواجه منظومة التعليم في سوريا 📚
تواجه منظومة التعليم في سوريا تحديات جسيمة ومتعددة الأوجه، نتيجة سنوات طويلة من الأزمة والصراع، مما ألقى بظلاله القاتمة على حاضر ومستقبل الملايين من الطلاب والمعلمين. يمكن تلخيص أبرز هذه المشاكل في النقاط التالية:
تدمير البنية التحتية التعليمية
أدت الحرب إلى تدمير أو إلحاق أضرار جسيمة بعدد كبير من المدارس والمؤسسات التعليمية. العديد من المدارس التي لم تُدمر تم استخدامها كمراكز إيواء للنازحين أو لأغراض عسكرية، مما أدى إلى:
- اكتظاظ الصفوف الدراسية: في المناطق التي لا تزال المدارس فيها تعمل، غالبًا ما تكون الصفوف مكتظة بشكل يفوق طاقتها الاستيعابية، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم وقدرة المعلم على متابعة الطلاب بشكل فردي.
- بيئة تعليمية غير آمنة: العديد من المدارس المتبقية تفتقر إلى المقومات الأساسية للبيئة التعليمية الآمنة والصحية، مثل المياه النظيفة والصرف الصحي والكهرباء والتدفئة.
نقص الكوادر التعليمية المؤهلة
شهد قطاع التعليم هجرة ونزوحًا واسعًا للمعلمين والموظفين الإداريين المؤهلين بحثًا عن الأمان وفرص أفضل، مما أدى إلى:
- فجوة كبيرة في عدد المعلمين: تواجه المدارس صعوبة في ملء الشواغر، مما يضطرها للاستعانة بمتطوعين أو أشخاص غير مؤهلين بشكل كافٍ للتدريس.
- تدني رواتب المعلمين: يعاني المعلمون من تدني رواتبهم بشكل حاد، مما لا يتناسب مع متطلبات الحياة المعيشية الصعبة، ويدفع الكثيرين منهم إلى البحث عن أعمال إضافية أو ترك مهنة التدريس بالكامل.
التسرب المدرسي وعمالة الأطفال
أدت الأزمة الاقتصادية الخانقة والفقر المدقع إلى ارتفاع معدلات التسرب المدرسي بشكل مقلق. فالعديد من الأسر تجد نفسها مضطرة إلى إرسال أطفالها إلى سوق العمل للمساعدة في إعالة الأسرة، مما يحرمهم من حقهم الأساسي في التعليم.
التحديات النفسية والاجتماعية للطلاب
تعرض الأطفال في سوريا لصدمات نفسية شديدة جراء العنف والنزوح وفقدان الأقارب، مما يؤثر بشكل مباشر على قدرتهم على التركيز والتعلم. كما يعاني الكثيرون من القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة، وهم بحاجة إلى دعم نفسي متخصص لا يتوفر في معظم المدارس.
المناهج الدراسية والاعتراف بالشهادات
- تعدد المناهج: أدى انقسام مناطق السيطرة إلى وجود مناهج دراسية مختلفة، مما يخلق إشكالية في توحيد المستوى التعليمي والاعتراف بالشهادات بين المناطق المختلفة.
- مناهج مؤدلجة: في بعض المناطق، تم تعديل المناهج لتتوافق مع أيديولوجيات معينة، مما يؤثر على موضوعية التعليم وقدرته على تنشئة جيل منفتح ومتقبل للآخر.
- صعوبة الاعتراف الدولي: يواجه الطلاب السوريون الذين يكملون تعليمهم في بعض المناطق صعوبة في الحصول على اعتراف دولي بشهاداتهم، مما يحد من فرصهم في متابعة التعليم العالي في الخارج.
ضعف التمويل والموارد
يعاني قطاع التعليم من نقص حاد في التمويل، مما ينعكس على كل جوانب العملية التعليمية، من صيانة المدارس وتوفير الكتب والقرطاسية إلى تدريب المعلمين وتطوير المناهج.
باختصار: يقف التعليم في سوريا اليوم أمام تحديات وجودية تهدد بتكوين جيل ضائع، مما يتطلب جهودًا دولية ومحلية مكثفة لإعادة تأهيل هذا القطاع الحيوي وضمان حق الأطفال في الحصول على تعليم جيد وآمن.
تعليقات
إرسال تعليق